السبت، 27 سبتمبر 2008

ماريو و اندرو : نحن مسيحيين وسط عنصريين

كتب : عزت عزيز حبيب
محام وناشط حقوقي
ماريو واندرو لا تخافا الظلم ورائكم ورائكم أينما ذهبتما!!! منذ شهور حاول العنصريون أن يجبراهما علي تأدية أمتحان مادة الدين
الإسلامي بالرغم من أنهما من أبناء الكنيسة بل ومن رتبة الشموسية إلا أنهما قالا كل منهما وبصوت عالي أنا مسيحي أنا مسيحي هذا القول الذي زلزل كيان الأباطرة والحكام والأنظمة عندما صرخا به إبائنا وأجدادنا الشهداء عندما حاول الطغاة إجبارهم علي أن يقدموا البخور لآلهة من حجارة لا حياة فيها.. أنا مسيحي قالاها في وقت كثر فيه الجبناء والعملاء والمأجورين من الذين يطلق عليهم مسيحيون بالاسم . نعم قالا نحن مسيحيون في وقت باع الكثيرين دينهم وعقيدتهم وكرسوا حياتهم البالية للهجوم علي المسيحية.. ماريو واندرو قضية دلالاتها لا تعد ولا تحصي من ظلم وعنصرية وحقد وكراهية وبطلان وفساد .. ماريو واندرو قضية تتميز بالقسوة والجبروت والحكم الجائر الظالم.. ماريو واندرو قضية يجب أن تهز كيان الظالمين قبل أن تهز كيان الحكام الطغاة المتسترين.. ماريو واندرو قضية خطيرة وتعد البداية للعديد من مثيلاتها ولن تكون الأخيرة وسط الظلم والكراهية والعنصرية.. ماريو واندرو قضية تضع وصفا صريحا كله شؤم لمن يدعون قضاة ولمن يدعون حكاما علي وجه العموم.. ماريو واندرو قضية يجب أن تيقظ عقولا ماتت وقلوبا تحجرت وضمائر فنيت .. قضية ماريو واندرو تتساءل عن إنسانية كل المنظمات الحقوقية علي المستوي العالمي.. قضية ماريو واندرو يجب أن تنال القسط الكبير من الكتابات حتي ولو كان من المعروف انه لا تعليق علي أحكام القضاء متي يكون التعليق ممنوعاً هنا؟ إذا كنا نعيش في مجتمع يتميز بقضاء عادل شريف نزيه لكن للأسف الشديد لا توجد هذه الصفات في قضائنا.. هل لدي الدليل؟ اووووووه .. الأدلة بالملايين وأخرها هجوم احد القضاء وابنائة وكلاء النيابة( أي والله هذه هي مهنهم) علي كنيسة برشيد وتدميرها علي مرآي ومسمع من من يسمون بالأمن!! هذا هو قضاء مصر العادل الذي برئ مجرمي مذبحة الكشح الشهيرة.. هؤلاء هم القضاء المصريين الذين أفرجوا عن المجرمين الذين ارتكبوا مذبحة العديسات ها هم قضاء مصر الشرفاء الذين برئوا قتلة الشهيد عادل عشم الجواهرجي بالقوصية الذي ذبح بمحلة بشارع الجلاء بالقوصية في عز الظهر ووسط أعين الملايين التي كانت تراقب الجريمة لكن لم يتكلم احد منهم لان المجرمين من عتاة الإجرام والكل يتستر عليهم بما فيهم أولي الأمر وبالرغم من وجود أداة الجريمة وملابس المجرمين بجوار الشهيد إلا أن القضاء المصري العادل جدا برئ المجرمين الذين يجولا الآن وسط البلد ومش لاقيين حد يلمهم علي رأي قداسة البابا في تعليقه علي أحداث أبو فانا. القضاء المصري الذي ألغته صلح العرف والمهانة والمذلة والخزي والعار. ماذا تنتظرون من قضاء له تاريخ عنصري؟ وحديثي الآن إلي ماريو واندرو . ماريو واندرو لقد صمت الجميع لكن لكما الشفيع الذي سيخلصكما من براثن الشياطين والقوي الشريرة الضالة. أحبائي لم أتشرف بعد بلقائكم الذي أتوق إليه وكل شريف ووطني ومسيحي يفخر بكما .. ماريو واندرو يعجز لساني ويلتصق بحنكي الآن لأنه غير قادر علي وصف الحكم القاتل لكما الحكم الذي بوسعه أن يدمر الإنسانية التي ندرت من بلادنا الحبيبة. ماريو واندرو كيف ستصليان في الإجبية وكيف ستقرأن في الخولاجي وكيف يسمحا لكما بالإمساك في الإنجيل وكتاب المدائح والتراتيل . ماريو واندرو أنا أثق أنكما ستقولان دائما نحن مسيحيين نحن مسيحيين نحن مسيحيين مهما حاول الطغاة العنصريين المجرمين أن يفعلوه معكما..

ماريو واندرو مهما بكيتما فلن ترحمكما الأيادي الظالمة الحاقدة العنصرية ..ماريو واندرو مهما صرختما فلن تنجدكما أيادي قتلة الطفولة .. ماريو واندرو لن نتركما مهما كان الثمن والنتيجة, فالموت واحد والرب واحد. ماريو واندرو نحن فخورين بكما كفخرنا بالقديسين ابانوب وكرياكوس . ماريو واندرو ستبقيان دائما مثال الأبناء المسيحيين المتمسكين بمسيحهم مهما كانت محاولاتهم الدنيئة وأساليبهم القبيحة المنبوذة الشاذة.. ماريو واندرو سيكتب التاريخ اسميكما بحروف من نور تأكيدا لقوة المسيحي وشجاعته النادرة رغم كل الظروف والملابسات والمؤامرات والأحقاد من أولي الآمر.. ماريو واندرو سيكتب التاريخ قصتكم هذه ليؤكد أننا نعيش وسط ذئاب ضالة لا تعفر للرحمة أو العدالة أو الإنسانية طعماً.. ماريو واندرو من حظكما العاثر أن تولدا لآب يتلاعب بالأديان كمن يلعب في الحانة بالأوراق وبالرغم من ذلك يكرمه الظالمين ويتستر علية الكارهين ويحترمه المكفرين لغيرهم. ماري واندرو من حظكما العاثر أيضاً أن تولدا في زمننا هذا الذي نعيش فيه حيث لا عدالة ولا رحمة ولا مساواة ولا مواطنة ومن حظنا نحن العظيم أن نعيش في زمن تواجدكما أنتما لنتعلم منكما الشجاعة والصبر والاحتمال لكل ما يدبر لكما من أفعال وأعمال ومؤامرات من أعداء الإنسانية. ماريو واندرو انا أثق أنكما ستبقيان علي عزيمتكما القوية التي تندر وسط من يدعون مسيحيون بالاسم بل وينكرا مسيحهم ليل نهار.. ماريو واندرو لقد بدأت دموعي تنهمر بالرغم من محاولة التماسك حزنا علي بلد يسيطر عليها الظلم والحقد والكراهية والعنصرية والإجرام والتكفير لنا.. حزني هذا سيتحول إلي فرح يوم أن اسمع أنكما نلتما أكليل الشهادة علي أسم المسيح لكن أرجوكما أن تعداني بأن لا تتسابقا إلي ساحة الاستشهاد دون أن أكون أنا معكما

ليست هناك تعليقات: