عن مقالة نشرت فى جريدة وطنى 7/ 2007م بعنوان [ لو كنت قبطيا ] .. بقلم:طارق حجي* لو كنت قبطيا لملأت الواقع المصري والعالمي بالحقائق عن المناخ العام الضاغط اليوم في مصر علي الأقباط.* لو كنت قبطيا لجعلت العالم يعرف الظلم الذي حاق بالكثير من الأقباط في مصر منذ1952وجعلهم لا يتبوأون ما يستحقونه من مناصب سياسية ومناصب تنفيذية عليا ناهيك عن ندرتهم بالمجالس النيابية.* لو كنت قبطيا لملأت مصر والعالم ضجة بسبب أنني أسدد ضرائب تنفق منها الدولة علي جامعة الأزهر ولكنها لا تسمح لقبطي أو قبطية بالدراسة في أية كلية من كلياتها.* لو كنت قبطيا لملأت الدنيا صخبا بسبب أنني أسدد ضرائب تبني بها عشرات المساجد بينما لم تسهم الدولة المصرية في بناء كنيسة واحدة منذ1952بإستثناء مساهمة الرئيس جمال عبد الناصر في تكلفة بناء الكاتدرائية المرقسية بالعباسية منذ أربعين سنة.* لو كنت قبطيا لملأت الدنيا بصوتي لأن عددا من المجالس النيابية الحديثة في مصر خلت من الأقباط تماما.* لو كنت قبطيا لنشرت المقالات تلو المقالات عن تجاهل وسائل الإعلام لشئوني ومواسمي الدينية وكأن الأقباط غير موجودين في مصر.* لو كنت قبطيا لجعلت الدنيا بأسرها تعرف ما الذي يحدث في حق تاريخ مصر القبطي ببرامج التعليم المصرية,وكيف أن مادة اللغة العربية لم تعد لدراسة النصوص الأدبية وقصائد الشعر والروايات والمسرحيات والقصص,وإنما لنصوص إسلامية محلها مادة الدين للطلاب المسلمين.* لو كنت قبطيا لملأت الدنيا بالشكوي عما يعانيه الأقباط من أجل استصدار تصريح بإنشاء كنيسة(من أمولهم وليس من أموال الضرائب العامة التي ساهموا في حصيلتها).* لو كنت قبطيا لجعلت الدنيا تقف علي قدميها من هول ما يكتبه ويردده بعض الكتاب المسلمين عن عدم جواز تولي القبطي الولاية العامة وعن الجزية وعن عدم صوابية انخراط الأقباط في الجيش كما كنت قد ترجمت علي أوسع نطاق كتابات ظلامية مثل السخف الذي نشره علي الملأ الدكتور:محمد عمارة بتمويل من الأزهر الذي تأتي ميزانيته من دافعي الضرائب ومنهم الأقباط اللذين يحقرهم كتاب أو كتب منشورة علي نفقة الدولة.* لو كنت قبطيا لقدت حملة داخلية وخارجية لإلغاء خانة الدين من بطاقة الهوية المصرية - فلماذا يريد أي إنسان يتعامل معي في الحياة العامة أن يعرف طبيعة ديني؟* لو كنت قبطيا لقدت حملة تشهير بالبيروقراطية المصرية التي جعلت قانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين يرقد(إلي الآن)قرابة ربع القرن في إدراج هذه البيروقراطية الآسنة,ولحد أن الأقباط أطلقوا(من باب الفكاهة)علي هذا القانون(قانون الأهوال الشخصية)وليس(قانون الأحوال الشخصية)* لو كنت قبطيا لجعلت العالم يدرك أن قضية الأقباط في مصر هي عرض واحد من أعراض ذهنية شاعت وذاعت سطوتها في هذه المنطقة من العالم,وأن علي الإنسانية كلها أن تجبر هذه الذهنية علي التراجع عن مسيرتها الظلامية.*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق