أصعب ما في الحياة أن يري الأب ابنه يتآلم، والأصعب من ذلك لو فقد الأب هذا الابن، وتكون الكارثة هائلة لو كان هذا الابن وحيده من الأولاد وفلذة كبده وسنده - ما يستند عليه في حياته - بل ومستقبل الأسرة كلها.هذا ما عايشته مع أسرة الشهيد بيشوي فريد لبيب برتان: فعندما التقيت بوالده، وهو المهندس فريد لبيب برتان، وعمره 65 سنة، وهو بالمعاش الأن، حيث كان يعمل مهندسًا ميكانيكًا بمصنع نجع حمادي، بدأ سيادته بسؤالي عن جدوى هذا الحوار الذي أود أن أجريه معه؟ فحقيقة فوجئت بهذا السؤال ولكن سريعًا أجبته قائلاً وهل تجاهلنا لكم كأسرة شهيد هو المُجدي؟ وطبعًا أنا أعذره وأقدر حالة الحزن الرهيب المخيمة على الأسرة من والد ووالدة وأخوال بل وعلى كل الشارع الذي يعيشون فيه.وسريعًا ما جمعت قواي لأبدأ الحديث بعد أن رفض تصويره بالفيديو، حيث إن بكاءه المتواصل يمنعه من هذا وبصعوبة أقنعته بأن ألتقط لسيادته صورة فوتوغرافية.وتكلم لنا المهندس فريد بعد صمت عميق وبحزن شديد وقال: "ابني بيشوي وُلِدَ في 1 مارس 1994، ويدرس في أوليى ثانوي عام، ولديه أختان، إحداهما في نهائي كلية العلوم، وتدعى إنجي، والأخرى مادونا وهي بالصف الثاني الثانوي".
وعن سؤالي له عن مكان استشهاد ابنه بيشوي أجاب: بيشوي كان خارجًا من القداس ومتناولاً من الأسرار المقدسة بكنيسة مار يوحنا بنجع حمادي، واستشهد في لحظة خروجه من الكنيسة.وعن كيفية علمه بخبر الحادث، أخبرنا والد الشهيد بيشوي بأنه علم من أحد أصدقاء ابنه الشهيد. وأضاف المهندس فريد والد الشهيد بيشوي أنه من عجائب القدر أنه كان لديه شقيق استشهد هو الآخر عام 1997 ومعه ثمانية مسيحيين في حادث إرهابي بشع بقرية مجاورة لبهجورة. وسألت المهندس فريد عن ما إذا كانت تربط بيشوي بالكنيسة علاقة وطيدة أجاب: "بيشوي ابني بالرغم من صغر سنه، إلا أنه خادم بكنيسة العذراء واجتماع الصلاة ومدارس الأحد، بل ويقوم بافتقاد المرضى والمحتاجين مع الآباء الكهنة بالكنيسة ويداوم على حضور القداسات ودروس الألحان والتسبحة.وبالرغ من صغر سنه أيضًا، إلا أنه دائمًا يأخذ خلوات روحية بالأديرة وبالأخص دير الأنبا شنودة بسوهاج، ويقضي ليالي شهر كيهك بدير القديس بضابا القريب منهم ويبيت هناك، ويصبح ليحضر القداس ويتناول ويرجع إلى البيت.. وهكذا أسبوعيًا."
وأثناء تواجدي بمنزل أسرة الشهيد، التقيت بخال الشهيد بيشوي وهو الأستاذ مجدي مراد يسى - 52 عامًا - ويعمل مشرف مكتبات بمدرسة القديس جرجس الإعدادية بنجع حمادي.وعن سؤالي له عن علاقته بالشهيد بيشوي، قال إن بيشوي ليس ابن أخته فحسب، ولكن كان أكثر من ابنه، وكان مطيعًا جدًا للجميع، ولا يبخل بأي طلب يطلبه أي إنسان منه وكان يقابله بكل محبه ووقار وترحاب. وعن علاقته بأصدقائه، قال خال الشهيد إن بيشوي له علاقة قويه جدًا بأصدقائه وكان يتميز بذكاء وعبقرية نادرًا ما تراها في أحد.أما الأستاذ هاني مراد يسى - 36 - أخصائي حاسب آلي بالتربية والتعليم، وهو خال الشهيد بيشوي، فقال لنا إن بيشوي كان أخًا صغيرًا قبل أن يكون ابن أختي، وأضاف أن لقاءه ببيشوي كان قليلاً نظرًا لانشغال بيشوي في دراسته وارتباطه الكبير بالكنيسة. وعن طبائع بيشوي وعلاقته بأصدقائه، قال الأستاذ هاني إن بيشوي كان ملاكًا وسطنا، أما الآن فنحن خسرنا أغلى أنسان وسطنا فهو وحيد والديه ووالده رجل مسن الأن ويحتاج لمن يستند عليه في حياته.وعن أكثر شيء كان يُميز الشهيد بيشوي قال الأستاذ هاني إن بيشوي كان يتميز بالذكاء الحاد، حيث إنه كان يعلم بالكومبيوتر أكثر مما أعلم أنا الذي أقوم بتدريسه كمادة في المدرسة!!.ونظرًا للحزن الشديد بمنزل أسرة الشهيد بيشوي لم تقدر السيدة والدته على أن تتكلم نظرًا للصدمة القاسية التي وقعت عليها جراء استشهاد ابنها ووحيدها الشهيد بيشوي وعليه لم تستطع التحدث لتأثرها الشديد، ولم أرد ان أزيدها حزنًا، فتركت المنزل ولا أخفي عليكم سرًا أن الدموع لم تجف طوال حديثي مع أسرة الشهيد بيشوي، ولِمَا لا وأنا أرى زهورًا وملائكة في ريعان شبابها تقتطف بهذه الطريقة دون أي ذنب وأرى أُسرًا تفقد وحيدها والعالم كله يقف متفرجا!!!.
وعن سؤالي له عن مكان استشهاد ابنه بيشوي أجاب: بيشوي كان خارجًا من القداس ومتناولاً من الأسرار المقدسة بكنيسة مار يوحنا بنجع حمادي، واستشهد في لحظة خروجه من الكنيسة.وعن كيفية علمه بخبر الحادث، أخبرنا والد الشهيد بيشوي بأنه علم من أحد أصدقاء ابنه الشهيد. وأضاف المهندس فريد والد الشهيد بيشوي أنه من عجائب القدر أنه كان لديه شقيق استشهد هو الآخر عام 1997 ومعه ثمانية مسيحيين في حادث إرهابي بشع بقرية مجاورة لبهجورة. وسألت المهندس فريد عن ما إذا كانت تربط بيشوي بالكنيسة علاقة وطيدة أجاب: "بيشوي ابني بالرغم من صغر سنه، إلا أنه خادم بكنيسة العذراء واجتماع الصلاة ومدارس الأحد، بل ويقوم بافتقاد المرضى والمحتاجين مع الآباء الكهنة بالكنيسة ويداوم على حضور القداسات ودروس الألحان والتسبحة.وبالرغ من صغر سنه أيضًا، إلا أنه دائمًا يأخذ خلوات روحية بالأديرة وبالأخص دير الأنبا شنودة بسوهاج، ويقضي ليالي شهر كيهك بدير القديس بضابا القريب منهم ويبيت هناك، ويصبح ليحضر القداس ويتناول ويرجع إلى البيت.. وهكذا أسبوعيًا."
وأثناء تواجدي بمنزل أسرة الشهيد، التقيت بخال الشهيد بيشوي وهو الأستاذ مجدي مراد يسى - 52 عامًا - ويعمل مشرف مكتبات بمدرسة القديس جرجس الإعدادية بنجع حمادي.وعن سؤالي له عن علاقته بالشهيد بيشوي، قال إن بيشوي ليس ابن أخته فحسب، ولكن كان أكثر من ابنه، وكان مطيعًا جدًا للجميع، ولا يبخل بأي طلب يطلبه أي إنسان منه وكان يقابله بكل محبه ووقار وترحاب. وعن علاقته بأصدقائه، قال خال الشهيد إن بيشوي له علاقة قويه جدًا بأصدقائه وكان يتميز بذكاء وعبقرية نادرًا ما تراها في أحد.أما الأستاذ هاني مراد يسى - 36 - أخصائي حاسب آلي بالتربية والتعليم، وهو خال الشهيد بيشوي، فقال لنا إن بيشوي كان أخًا صغيرًا قبل أن يكون ابن أختي، وأضاف أن لقاءه ببيشوي كان قليلاً نظرًا لانشغال بيشوي في دراسته وارتباطه الكبير بالكنيسة. وعن طبائع بيشوي وعلاقته بأصدقائه، قال الأستاذ هاني إن بيشوي كان ملاكًا وسطنا، أما الآن فنحن خسرنا أغلى أنسان وسطنا فهو وحيد والديه ووالده رجل مسن الأن ويحتاج لمن يستند عليه في حياته.وعن أكثر شيء كان يُميز الشهيد بيشوي قال الأستاذ هاني إن بيشوي كان يتميز بالذكاء الحاد، حيث إنه كان يعلم بالكومبيوتر أكثر مما أعلم أنا الذي أقوم بتدريسه كمادة في المدرسة!!.ونظرًا للحزن الشديد بمنزل أسرة الشهيد بيشوي لم تقدر السيدة والدته على أن تتكلم نظرًا للصدمة القاسية التي وقعت عليها جراء استشهاد ابنها ووحيدها الشهيد بيشوي وعليه لم تستطع التحدث لتأثرها الشديد، ولم أرد ان أزيدها حزنًا، فتركت المنزل ولا أخفي عليكم سرًا أن الدموع لم تجف طوال حديثي مع أسرة الشهيد بيشوي، ولِمَا لا وأنا أرى زهورًا وملائكة في ريعان شبابها تقتطف بهذه الطريقة دون أي ذنب وأرى أُسرًا تفقد وحيدها والعالم كله يقف متفرجا!!!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق